سياسات ترامب الاستفزازية .. الغرب ومنحى السقوط

 

الرسوم الجمركية جديد حماقات اليمين في الغرب، منذ

 سنوات بدأ تيار اليمين يسيطر على الدول الغربية في ظل افلاس سياسي اجتاح اغلبها، فلم يكن يتصور أن تبلغ الولايات المتحدة الامريكية من الإفلاس السياسي وقلة الشخصيات القيادية الكاريزمية الوازنة ، حد إعادة رئيس سابق من جديد للبيت الأبيض ، بكل حماقاته التي عهدوها في فترته الأولى ، فدونالد ترمب  كان الخيار المر من بين خيارين ثانيهما كاميلا هاريس ، التي تعد مثالا على قصور فهم الدمقراطيين وقلة حيلتهم تجاه مد اليمين الجارف .

في أول يوم له بعد عودة -غير الميمونة على الشعب الأمريكي-  للبيت الأبيض بدأ ترامب بإصدار قرارات وإلغاء أخرى أقرها سلفه الخرف ، فأغلق مؤسسات وقلص عمل أخرى موجها ضربة لقوى بلاده الناعمة في مقتل،

ونظر للعالم نظرة جاب وأخذ يفرض من برجه العاجي  رسوما جمركية على كلما تستورده الولايات المتحدة من كل مكان حتى من حلفائها في أوروبا ،الخطوة التي زعزعت أسواق المال فهبطت برصة نيويورك مسجلة خسائر قياسية، وأدخلته هذه الحركة غير المحسوبة  في حرب اقتصادية مع الصين العملاق الآسيوي الذي أثبتت قبعة ترامب الحمراء أن يده الصناعية تمتد لكل شيء ومن الصعب على الولايات الأمريكية الاستغناء عنه وعن سوقه الأكبر عالميا، يقول المحللون أن القصد من إفتعال حرب الرسوم الجمركية هو إيقاف المارد الصيني الذي يسير بسرعة هائلة متقدما نحو الإنفراد في الصناعات التكنولوجية ، أيام من سياسة كسر العظم فهم اترامب بعدها  أن خطته لن تنجح و أن لها ارتدادات خطيرة على اقتصاد بلاده المثقل بالديون،   فتراجع عن قراره وعلق رسومه الجمركية لمدة تسعين يوما ، وقد ظهر التأثير السلبي لهذه الرسوم الجمركية في انكماش الاقتصاد الامريكي خلال الربع الأول من هذا العام.  

مائه يوم مرت على عودة اترامب للبيت الأبيض شحنت بأحداث شغلت العالم كان هو بطلها، فالرجل محب للأضواء ، بنرجسيته يرى أنه البطل القادر على فعل كل شيء ، فتراه يهدد بترك اكرانيا لمصيرها في مواجهة روسيا الاتحادية، ويضرب بعرض الحائط كل تقاليد السياسة الغربية، وتارة يهدد بترحيل أهل غزة وتحويها لمنتجعات سياحية ، قرارات غير محسوبة ما يلبث أن يتراجع عنها.

لكن والحال هذه ما موقع بلداننا العربية و الاسلامية من هذه السياسة الحمقاء؟ تجاريا قد لا تتأثر بلداننا العربية كثيرا بسبب ضعف مستوى صادراتها للولايات المتحدة من غير النفط فدولنا لا تصدر سلعا تذكر، لكن لسياسات اليمين تأثيرا على مستقبل المنطقة، فدعمه المباشر وغير المباشر للإجرام الصهيوني سبب في إطالة حرب الإبادة على غزة، وبالتأكيد ما تفعله هذه السياسات الهوجاء فينا كارثي في ظاهره ، لكن قد يقود إلى انفجار المنطقة مما يعجل في صحوة الشعوب نحو المواجهة المباشرة والشاملة مع العدو التي ستؤدي للانتصار وتحرير الأرض ، ورفعة الأمة من جديد.

ومجرى الاحداث يشير إلى أن الغرب ماض في حماقاته مما يسبب في انهيار حضارته الامبريالية ، وقديما قيل لكل داء دواء يستطب به … إلا الحماقة أعيت من يداويها

محمد العتيق